من اجل قضية فلسطين

من أجل قضية فلسطين أما آن لنا أن نفهم ونعتبر؟!! قال لنا حكامُنا المستبدُّون:
- أعطونا حريتكم من أجل قضية فلسطين!! فأعطيناهم
- أعطونا كرامتكم!! فأعطيناهم
- أعطونا أموالكم!! فأعطيناهم
- أعطونا أولادكم جنوداً…
- أعطونا بناتكم وأَخَواتكم…
- أعطونا وأعطونا… فأعطيناهم كلّ ما طلبوا!!

♦♦♦
قال لنا حكامُنا المستبدُّون:
- اسكتوا عن المطالبة بأيّ حقّ من حقوقكم!!
- اسكتوا عن ذكر أيّ حاجة من حاجاتكم!!
- توقّفوا عن التفكير في أيّ مصلحة من مصالحكم!!
- اصبروا على ما يصيبكم في أنفسكم وأهليكم وأموالكم!!
- ولا ترفعوا أصواتكم بأيّ تَذَمُّر أو شكوى، فلا صوتَ يرتفعُ فوق صوتِ المعركة!!… فسكتنا وتوقّفنا وصبرنا، وحبسنا عقولنا عن التفكير، وشعورنا عن الظهور، وألسننا عن الكلام… فلا صوتَ يرتفعُ فوقَ صوتِ المعركة!!

♦♦♦
قال لنا حكامنا المستبدُّون:
- اسمعوا لنا وأطيعوا… فسمعنا وأطعنا
- اركعوا لنا واسجدوا… فركعنا وسجدنا
- سبّحوا آناء الليل والنهار بحمدنا…
صفّقوا عند كلّ خطبة، أو كلمة مفردة، أو إطلالةٍ من قريب أو بعيد
سيروا مواكبَ مواكبَ للتأييد والتمجيد…
ولقد فعلنا -راضين أو كارهين- كلَّ ما طلبوا باسم قضية فلسطين!! من أجل قضية فلسطين!!

♦♦♦
ثم ضاعت على أيديهم القضية! وضاعت فلسطين!! ويوشك أن تضيع سائر بلاد العرب والمسلمين!!…
لماذا وقد قدّمنا كلّ ما طلبوه منّا؟!
لماذا وقد عانينا ما عانينا، وصبرنا على ما لا يصبر عليه مخلوق من الشدّة والذلّ والحرمان، وتنازلنا عن كلّ مقوِّم من مقوّمات إنسانيَّتنا وحريتنا وكرامتنا؟!!…
لماذا؟!!
أوه… أما آن لنا أن نعرف بَعْدُ، أننا قد خسرنا قضية فلسطين، وأننا نخسر سائر قضايانا، منذ تنازلنا، ولأننا تنازلنا، عن حريتنا وكرامتنا، وحقوقنا وواجباتنا، وعقولنا وتفكيرنا، وإرادتنا وشخصيتنا؛ ورضينا لأنفسنا حياة العبيد والقطيع، وأسلمنا أمورنا ومصائرنا للطغيان والطاغوت، وعبدناه دون الله عز وجل!!
إن قِطْعانَ العبيد والأنعام، لا تستطيع أبدا، أن تواجه تحديات الحياة، وتحدّيات العالم، وتحدّيات الحاضر والمستقبل؛ ولا أن تربح أيّ معركة من المعارك الحضارية أو السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية…
أما آن لنا أن نفهم ونعتبر؟!!
-------------------------------------------------------------------

مشكورة دمعة على موضوعك الجميل

بارك الله فيكى اختى

» فلسطين
» عذرا فلسطين
» فلسطين في موسوعة جينتس