همسة الحب بدا النشاط
عدد الرسائل : 15 رقم العضوية : 108 السٌّمعَة : 0 نقاط : 33 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: رمضان ضيفنا القادم الإثنين 10 أغسطس - 2:44:40 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتاد الناس على إكرام ضيوفهم، حيث يستعدون لاستقبالهم على أكمل وجه،
فترى الواحد منّا حين يقدم عليه ضيفه تعلو محيّاه الفرحة والبشاشة،
ويسجع لسانه بالترحيب وحسن اللباقة، ويسعى لتقديم ما تجود به نفسه
من واجب الضيافة، وقد يتكلّف البعض ليصل إلى الكرم الحاتمي، فيبذل
كل ما لديه ليكرم ضيفه، وقد يشق ذلك الأمر على البعض الآخر . ما أريد
الوصول إليه هو أن ضيفنا القادم لا يحتاج في الاستعداد لاستقباله إلى الكرم
الحاتمي، ولا يُحمّل المشاق لمُضِيفيهِ، فضيفنا شهر رمضان ضيف كريم، فبدلاً
من أن نكرمه يكرمنا، كيف لا وهو هبة الكريم المنان، شهر القرآن شهر الرحمة
والمغفرة والعتق من النيران، فلا يخفى على الكل ما لهذا الشهر من فضائل عظيمة،
لكن كيف نستقبل هذا الشهر؟ وكيف نحقق تلك الفضائل؟ سلفًا أبدأ بقول الله تعالى:
(يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم) سورة الشعراء، يقول ابن قيم
الجوزية في معنى القلب السليم: هو الذي سَلِم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه
ما، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى: إرادةً، ومحبةً، وتوكلاً، وإنابةً، وإخباتًا، وخشيةً،
ورجاءً، وخلص عمله لله، فإن أحب أحب في الله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى
أعطى لله، وإن منع منع لله.. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(ألا وإنّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد
كله، ألا وهي القلب).. فمن أعظم ما نستقبل به هذا الشهر الكريم هو طهارة قلوبنا
من جميع أدرانها، وإعمارها بحب الله تعالى والإخلاص له، وحب نبيه صلى الله عليه
وسلم، والمتابعة له.. فالحديث عن حياة القلوب قد يطول، ولا يمكن أن أوفّي في البيان
عنه، لكنها ومضة سريعة لعل الله يُحيي بها قلوبنا مع استعدادنا لاستقبال هذا الشهر
الكريم، ومَن أراد الاستزادة فعليه بالرجوع لكتاب (إغاثة اللهفان) لابن قيم الجوزية..
وكل عام وانتم بالف خير
| |
|