هذا الذي تعرفُ ..... البطحاءُ وطأته
حجّ هشام بن عبد الملك في خلافة أخيه الوليد بن عبد الملك ومعه رؤساء أهل الشام ، فطاف هشامُ وجـَـهـِـدَ أن يستلمَ الحجرَ ، فلم يقدر من الازدحام
، فنـُـصـِـبَ له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ، فأقبل علي بن الحسيـــن
( زين العابدين ) رضي الله عنهما ، وهو أحسنُ الناس وجها ً ، وأنظفهم ثوبا ً ، وأطيبهم رائحة ً . فلما طاف بالبيت ، وبلغ الحجر ، تـنحـَّـى الناس
كلهم إجلالا ً له ، فاستلم الحجر وحده ، فغاظ ذلك هشاما ً ، فقال رجل ٌ
من أهل الشام لهشام : منْ هذا أصلح الله الأمير ؟ قال : لا أعرفه – وكان به عارفا ً - ولكنه خاف من رغبة أهل الشام فيه ، فقال الفرزدقُ
- وكان حاضرا ً - أنا أعرفه يا شامي ، قال : منْ هو ؟ قال :
يا سائلي أين حل الجـود والكرم عندي بيان ذا طلابه قدمـــــــــــــــوا
هذا الذي تعرف البطـحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحـــــــــــــرم
هذا بن خير عـــــــــباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلـــــــــــــم
هذا الذي احمد المخـــــتار والده صـلى عليه الهي ما جرى القـلــــــــم
هذا "علي" رســــــول الله والده امســــــــــت بنور هداه تهتدي الامم
هذا الذي عمه الطــــــــيار جعفر والمقــــــــــتول حمزة ليث حبه قسم
هذا بن سيدة النسوان فاطمــــــة وابن الوصـــــــي الذي في سيفه نقم
اذا رأته قريش قال قائـــــــــــلها الى مكارم هذا ينتــــــــــــــهي الكرم
وليس قولك من هذا بضـــــــائره العرب تعرف من انـــــــكرت والعجم
ينمي الى ذروة العز الذي قصرت عن نيلها عرب الاســــــــلام والعجم
يكاد يمسك عرفان- راحـــــــــــته ركن الحطــــــــــيم اذا ماجاء يستلم
يغضي حياءا ويغضي من مهابته فلا يـــــــــــــــــــكلم الا حين يبتسم
ما قال لا قط الا في تشــــــــــهده لولا التشــــــــــــهد كانت لاؤه نعم
ينشق نور الهدى عن نور غرتـه كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم
بكفه خيزران ريحه عـــــــــــــبق من كـــــــف اروع في عرينه شمم
مشتقة من رسول الله نبــــــــعته طابت عــــــــناصره والخيم والشيم
حمال اثقال اقوام اذا فدحـــــــــوا حلو الشمــــــــائل تحلو عنده النعم
هذا ابن فاطمــــــة ان كنت جاهله بجده انبياء الله قد خــــــــــــــتموا
الله فضله قدما وشرفــــــــــــــــه جرى بذلك له في لوحه القلــــــــــم
من جده دان فضل الانبياء لـــــــه وفضل امته دانت له الامــــــــــــم
عم البرية بالاحسان فانقشعــــــت عنها العماية والاملاق والعـــــــدم
كلتا يداه غياث عم نفعهـــــــــــما يستوكفان ولا يعروهما عـــــــــدم
سهل الخليقة لا تخـــــشى بوادره تزينه خصلتان الخلق والكــــــــرم
لا يخلف الوعد ميمون نقيبــــــته رحب الفناء اريب حين يعــــــــتزم
من معشر حبهم دين و بغضــهم كفر وقربهم منجى ومعتصــــــــم
يســـتدفع السوء والبلوى بحبهم ويستزاد به الاحسان والنـــــــــعم
مقــــــــــــدم بعد ذكر الله ذكرهم في كل حال ومختوم به الكـــــــلم
ان عد اهل التـــــقى كانو ائمتهم او قيل من خير خلق الله قيل هــم
لا يستطيـع جواد بعد غايتـــــهم ولا يدانيهم قوم وان كرمـــــــــوا
هم الغيوث اذا ما ازمة ازمـــــت والاسد اسد الشرى والباس محتدم
يأبى ان يحل الذم ساحــــــــــتهم خيم كريم وايد بالندى هضـــــــــم
لا يقبض العسر بسطا من اكفهم سيان ذلك ان اثروا وان عدــــموا
اي الخلائق ليســــت في رقابهم لاولوية هذا او له نعــــــــــــــــم
من يعرف الله يعرف اولويـة ذا فالدين من بيت هذا ناله الامــــم
بيوتهم في قريش يستضـاء بها في النائبات وعند الحكم ان حكموا
فجـده في قريش من ارومــتها محمد وعـلي من بعده علـــــــــــم
بدر له شاهدوا الشعب من احد والخندقان ويوم الفتح قد علــموا
وخــــــيبر وحنين يشهدان له وفي قريضة يوم صلـــــــــيم قيم
مواطـن قد قلمت في كل نائبة على الصحابة لم اكتتم كما كتموا